حرص الأباء على البنات المراهقات .. "ومن الحب ما أفسد"
حرص الأباء على البنات المراهقات .. "ومن الحب ما أفسد"
تختلف الأنثى عن الذكر في التغيرات الفسيولوجية المصاحبة لمرحلة البلوغ، وكذلك تختلف معاملة الأهل لهما في مرحلة المراهقة بالتحديد.. وعن الإختلافات في التربية بين الولد والبنت يقول الأستاذ الدكتور محمد غانم، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن الآباء عادة ما يضيقون الخناق على تصرفات البنات ويقيدونهن بالكثير من الأوامر والنواهي فتجد الفتاة أن معظم طلباتها مرفوضة وفي المقابل تجد أن أخاها يتمتع بحرية أكثر نسبياً منها مثل التأخر خارج المنزل أو الخروج بمفردها أو إرتداء ملابس معينة مما كان مسموحاً به قبل ذلك أو زيارة صديقاتها في بيوتهن أو حتى إستقبالهن لديها وكل ذلك من باب حرص الآباء على حماية البنات خاصة في مجتمع يتسم بالأخلاق المحافظة، أما منطقهم بالنسبة للأولاد فهو أنهم يوريدون لهم أن يعرفوا أسرار الحياة ومشاكلها ذلك لأن مساحة الحرية التي يمنحها المجتمع للذكور أكثر بكثير من تلك التي يمنحها للنبات.
وعن موقف البنات تجاه هذا الإختلاف في المعاملة قال أ. د. غانم.. بعض البنات يستسلمن تماماً لهذه القيود التمزايدة وتتقبلها على أنها وسيلة الأسرة في الحفاظ على الفتيات أو الإنسجام مع التقاليد الموروثة في التعامل مع البنات في هذه السن وتتقبل كل ذلك متجاوبة مع التغيرات البيولوجية التي تشعر بها في جسدها، والنوع الثاني يتمرد على هذه القيود غير عابئ بما يراه المجتمع ضارباً عرض الحائط بكل النصائح والتعليمات التي يمليها عليها الكبار، ويأخذ التمرد صوراً متعددة منها الرغبة في تقليد الكبار مثل التدخين أو مصادقة الشباب أو الإستجابة لمعاكستهم ومحاولة لفت إنتباهم بكل الطرق.. والبعض الثالث يحاول أن يثبت ذاته عن طريق التميز في التعليم والإستذكار بشدة وإجادة نوع معين من الهوايات أو ممارسة رياضة بشدة أو التدين بصورة مبالغ فيها.